حكم قراءة الأبراج: بين متعة التسلية وضرورة التفكير العقلاني
محتويات
ما حكم قراءة الأبراج مع الإيمان بها؟
يُعتبر قراءة الأبراج والاعتماد عليها في اتخاذ القرارات والتوجيهات أمرًا متنافيًا مع المفاهيم الإسلامية. يُحذر المسلمون من اللجوء إلى تنجيم الفلك أو قراءة الأبراج، حيث يتعارض هذا مع مفهوم التوحيد والاعتماد الكامل على الله عز وجل. يتمثل هذا التحذير في عدة مفاهيم دينية وآيات قرآنية.
في سياق القرآن الكريم، يُحذر الله عز وجل من الشرك، وهو اللجوء إلى غير الله في العبادة أو الرجوع إليه في مسائل الحياة اليومية. يقول الله عز وجل في سورة البقرة (الآية 102):
"وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".
تُبيِّن هذه الآية أن سليمان عليه السلام لم يكفر بنفسه، ولكن الشياطين كفرت بتعليمها السحر. يتعلم الناس من هذه الشياطين السحر الذي يؤدي إلى الفرقة بين الزوجين. يُجدر بالإشارة إلى أن هذه الآية لاتتناول مباشرة موضوع الأبراج، ولكنها تلقي الضوء على خطورة التعامل مع قوى خارقة وتنجيمية تتداخل في شؤون البشر.
بشكل أكثر عمومًا، يُحث المسلمون على الاعتماد على الله عز وجل والتوجه إليه في الصلاة والدعاء للتوجيه والحكمة. يُعلم المسلمون أن الله عز وجل وحده يعلم ما هو خير لهم ويقدر لهم مصائرهم. يتضمن ذلك التوجه إلى الله عز وجل في الصلاة، وطلب الرحمة والهداية، بدلاً من الاعتماد على علامات الفلك والأبراج. يقول الله عز وجل في سورة الفاتحة:
"إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"
، مؤكدًا أن العبادة والمساعدة يجب أن تكون موجهة إلى الله وحده.
ما حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق بها؟
من الناحية الشرعية في الإسلام، يُنصح بتجنب قراءة الأبراج والتعامل معها، حتى وإن كان الشخص لا يصدق فيها. يعتبر الاهتمام بالأبراج والتنجيم في الإسلام أمرًا مُشكلًا، حيث يُحث المسلمون على توجيه اعتمادهم وتفكيرهم نحو الله عز وجل والابتعاد عن ممارسات قد تتعارض مع توحيد الله عز وجل والاعتماد الكامل عليه.
حكم قراءة الأبراج جهلًا بحكمها
من جوانب عظمة الدين الإسلامي يأتي تفضيله للإنسانية بمرونة ورحمة. إذ لا يُحاسب الإنسان في الإسلام إلا على ما يستطيع تحمله. في هذا السياق، لا يُحاسب الإنسان إذا ارتكب خطيئة وهو غافل، لا يعلم أن الفعل الذي قام به محظور. يروي عبد الله بن عباس ءرضي الله عز وجل عنهماء عن النبي ءصلى الله عليه وسلمء قوله: "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". يتضمن هذا الحديث فهمًا عميقًا للرحمة والعدالة في الإسلام.
في هذا السياق، يُدرج قراءة الأبراج دون علم في إطار هذه المرونة. إذا قرأ شخصٌ الأبراج وهو جاهل بتحريمها، فإنه لا يُحاسب على ذلك حتى يتعلم الحكم الشرعي. يظهر هنا مفهوم العدالة والرحمة في الدين الإسلامي، حيث يعفو الله عز وجل عن الجهل الذي يكون سببًا في ارتكاب الأخطاء، ويتيح للإنسان التعلم والتحسن مع مرور الوقت. والله تعالى أعلم بالصواب.
حكم قراءة صفات الأبراج
لا يجوز للمسلم أن يلجأ إلى قراءة الأبراج أو معرفة تفاصيلها. فقد تُعتبر قراءة صفات الأفراد بناءً على برجهم تدخل في مجال معرفة الغيب، وهو أمر محرم ومنازع لتعاليم الإسلام.